الخميس، 14 أكتوبر 2021

عرس في الظل

عرس في الظل

كانت ليلى تحلم بيوم زفافها منذ الطفولة، لكن مع اقتراب موعده، بدأ شيء غريب يتسلل إلى قلبها.
لم يكن خوفًا عاديًا، بل كأن هناك ظلًّا مظلمًا يراقبها، يهمس في أذنها كلمات لا تفهمها لكنها تُشعرها بالرعب.

في الليالي التي تسبق العرس، كانت تسمع صوت خطوات خفية في البيت، همسات باردة تمر بجانبها دون أن تراها.
كلما اقترب اليوم، زاد ذلك الشعور وكأنه شيء يريد أن يمنعها من الزواج.

حاولت التحدث مع خطيبها سامر، لكنه كان مشغولًا بتحضيرات العرس ولا يلاحظ ما تمر به.
في إحدى الليالي، استيقظت ليلى على صوت طرقات متقطعة على باب غرفتها، فتحت ببطء، فلم تجد أحدًا.

لكن على الأرض كانت هناك بطاقة صغيرة مكتوب عليها:
"لا تذهبي… الزفاف سيقتل روحك."

ارتعبت، وقررت أن تخبر والدتها.
لكن والدتها كانت غائبة في المستشفى، وخطيبها بعيد، ولم يكن هناك من يصدقها.

بدأت ليلى ترى ظلًّا في كل مكان، يراقبها من الزوايا، وفي انعكاسات المرآة تتغير ملامحه إلى وجه مشوه يبتسم ابتسامة قاتلة.

في يوم العرس، وبينما كانت تستعد، شعرت بأن ثوبها يشدها للخلف وكأن قوة خفية تمنعها من المضي قدمًا.
سمعت همسات تصرخ في رأسها:
– "اذهبي… لا تقبلي المصير."

وقفت أمام المرآة، ورأت في انعكاسها ليس نفسها، بل امرأة مخيفة ترتدي فستان زفاف ممزق، ووجهها مشوه، وعينان سوداوان لا تفارقهما الابتسامة.

صرخت وصاحت:
– "لا! أنا لست مستعدة!"

تلاشى الظل، لكن الخوف بقي في قلبها، وحين نظر إليها سامر، وجدها تجلس على الأرض، تبكي دون أن تستطيع الكلام.

في النهاية، فهم الجميع أن هناك شيئًا أكثر من مجرد خوف…
أنه كابوس ينتظرها في طريق الزواج، كأن الماضي أو سر مظلم يرفض أن تتركه خلفها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق