رسائل من هاتف ميت
كانت ليلى فتاة هادئة، تعيش في شقة صغيرة بعد وفاة خطيبها، سامي، في حادث سيارة قبل ستة أشهر.
رغم مرور الوقت، لم تستطع التخلص من صوته وضحكته في ذاكرتها.
كانت كل ليلة قبل النوم تقرأ الرسائل القديمة بينهما، وتشعر كأنه ما زال هناك.
وفي مساء بارد، بينما كانت تحتسي قهوتها وتتفقد هاتفها، وصلتها رسالة جديدة… من رقم سامي!
كانت الرسالة قصيرة:
"اشتقت إليك… هل تفتقدينني؟"
تجمدت أصابعها، وظنت في البداية أن أحد أصدقائه يعبث معها.
لكنها كانت تعرف أن هاتفه قد تحطم تمامًا في الحادث، وبطاقة SIM تم إلغاؤها.
كتبت بسرعة:
"من أنت؟ وكيف حصلت على هذا الرقم؟"
جاء الرد فورًا:
"أنا سامي… أنتِ تعلمين أني لم أتركك أبدًا."
ارتجف قلبها، وبدأت يداها تتعرقان.
قررت الاتصال بالرقم، لكن ما سمعته كان مجرد أنفاس بطيئة، ثم صوت هامس يشبه صوته تمامًا يقول:
– لا تحاولي فهم الأمر… فقط انظري من نافذتك.
ترددت، ثم ذهبت إلى النافذة.
في ضوء الشارع الخافت، رأت شخصًا يقف أسفل المبنى، يضع معطفه الأسود الذي كان سامي يرتديه دائمًا.
عادت مسرعة وأغلقت الستائر، وكتبت له:
"إذا كنت سامي، أثبت ذلك!"
وصلتها صورة على الفور، صورة قديمة لهما في المقهى المفضل لديهما، لكنها لم تكن صورة مأخوذة من هاتفها أو هاتفه…
كانت الصورة مأخوذة من زاوية مختلفة، وكأن شخصًا ما كان يراقبهما يومها.
في تلك اللحظة، انطفأت الأضواء في الشقة، وسمعت طرقات بطيئة على بابها.
اقتربت بحذر، وسألت بصوت مرتجف:
– من هناك؟
لم يأتِ أي رد، فقط ورقة تم تمريرها أسفل الباب مكتوب عليها:
"أخبرتك أني لم أتركك… وسأراك الليلة."
وعندما فتحت الباب بسرعة، لم يكن هناك أحد…
لكن هاتفها اهتز مرة أخرى، والرسالة الأخيرة كانت:
"أنا خلفك."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق