غرفة بلا نوافذ

غرفة بلا نوافذ

استيقظ سامي فجأة، وهو لا يتذكر كيف وصل إلى هذه الغرفة.
كانت الجدران رمادية، بلا نوافذ، وباب واحد معدني يقف في نهايته ضوء أحمر خافت.
لم يكن هناك أي صوت، إلا دقات قلبه التي بدت عالية بشكل مزعج.

اقترب من الباب وحاول فتحه، لكنه كان مغلقًا بإحكام.
عندما استدار، فوجئ بوجود سرير في منتصف الغرفة، وعليه صورة قديمة له مع والدته، لكنها كانت تبتسم بطريقة غريبة، بعينين واسعتين أكثر من الطبيعي.

حاول أن يتذكر آخر يوم له قبل أن يكون هنا…
آخر ما يتذكره هو أنه كان نائمًا في سريره في شقته، ثم استيقظ هنا.
ولكن… هل كان هذا قبل ساعات أم قبل سنوات؟
الوقت كان بلا معنى في هذه الغرفة.

جلس على الأرض وأغلق عينيه، وحاول النوم ليتجاهل الخوف.
لكن عندما فتح عينيه، وجد نفسه مستلقيًا على نفس السرير في الغرفة، والصورة القديمة الآن بجانبه على الوسادة، وكأن أحدهم وضعها هناك وهو نائم.

الصوت الوحيد الذي سمعه بعدها كان صوت أقدام تقترب ببطء من خلف الباب المعدني.
ثم همسة:
– "أخيرًا استيقظت… كنا ننتظرك."

الباب فتح ببطء، والضوء الأحمر غمر الغرفة…
لكن بدلاً من الخروج، شعر سامي أن شيئًا ما يدفعه للخلف إلى السرير، وأن الغرفة بدأت تتقلص، حتى أصبحت جدرانها على بعد سنتيمترات من وجهه.

في لحظة، استيقظ مرة أخرى… في سريره الحقيقي هذه المرة، في شقته.
ضحك بارتياح، ظانًا أن كل ذلك كان حلمًا.

لكن عندما التفت إلى الطاولة بجانبه، كانت الصورة القديمة هناك…
وعليها بقع دم لم تكن موجودة من قبل.

ليست هناك تعليقات