بين حلم ويقظة
استيقظ سامر في منتصف الليل، والعرق يغطي جبينه.
كانت غرفة نومه مظلمة، لكن شيئًا ما لم يكن على ما يرام.
سمع صوت خطوات خافتة تتكرر في الممر خارج الغرفة.
نهض ببطء وفتح الباب بحذر.
لم يكن هناك أحد، لكن على الأرض وجد ورقة صغيرة مكتوب عليها:
"هل أنت متأكد من رغبتك؟"
ارتعب، وأعاد الورقة إلى جيبه.
توجه إلى النافذة ونظر إلى الشارع الفارغ، لكنه رأى ظلًا يختفي بين الأشجار.
عاد إلى السرير لكنه لم يستطع النوم، فبدأ يرى صورًا متداخلة بين الحلم والواقع:
رجل يرتدي بدلة الزفاف، يقف وحيدًا في قاعة كبيرة مليئة بالمرآة، والمرآة تعكس صورًا متعددة له، كل واحدة تبدو مختلفة.
تقدم الرجل نحو المرآة، ووقف أمامها.
ظهرت يد على الزجاج، وكأنها تحاول الإمساك به.
ثم تحول المشهد إلى غرفة نومه، حيث وجد نفسه مرة أخرى، لكنه الآن كان يرى نفسه من الخارج، كأنه شبح يراقب جسده.
صرخ:
– "لا! هذا ليس حقيقي!"
لكن الصوت رد عليه:
– "الحقيقة ليست كما تعتقد… أنت عالق بين عالمين."
تلاشى كل شيء، ووجد سامر نفسه في ممر طويل لا نهاية له، مضاء بضوء خافت، وكل خطوة تخطوها تصدر صوتًا كصدى من الماضي والمستقبل.
وبينما يمشي، تكرر السؤال في رأسه:
"هل أنت متأكد من رغبتك؟"
وفي لحظة توقف، نظر خلفه، ولم يرَ سوى ظله… ولكن ظلًا لا يتبع حركته، بل يتحرك بحرية مستقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق