السبت، 16 أكتوبر 2021

صورة الزفاف الأخيرة

صورة الزفاف الأخيرة

كانت منى تحلم بيوم زفافها منذ أن كانت طفلة.
وأخيرًا جاء اليوم المنتظر، حيث ارتدت فستانها الأبيض، ووقف أحمد، العريس، بجانبها بابتسامته المطمئنة.
الموسيقى كانت هادئة، والأهل والأصدقاء يصفقون بفرح، والمصور يتنقل بين الحضور لالتقاط اللحظات السعيدة.

لكن في إحدى الصور، التقط المصور مشهدًا غريبًا…
لم يلاحظه أحد في البداية، لكنه كان واضحًا عند مراجعة الصور لاحقًا.

في الصورة، كان أحمد يبتسم وهو يمسك يد منى، لكن خلفهم، في المرآة الكبيرة بقاعة الحفل، لم يكن هناك انعكاس للعريس…
فقط انعكاس العروس وحدها، وفستانها الأبيض يلمع، بينما مكان أحمد كان فراغًا أسود قاتم.

المصور شعر بالارتباك، لكنه لم يقل شيئًا حتى لا يفسد الحفل.
ومع مرور اليوم، لاحظت منى أن أحمد بدا غريبًا، بارد اللمس، ويداه دائمًا باردة حتى في القاعة المزدحمة.

بعد أيام قليلة من الزفاف، كانت منى تجلس في غرفة النوم، تتأمل ألبوم الصور.
لكنها توقفت عند نفس الصورة، حيث لاحظت أن "الفراغ" في المرآة لم يعد فراغًا…
الآن ظهر فيه وجه مشوه، مائل الابتسامة، بعيون سوداء عميقة يحدق فيها مباشرة.

أغلقت الألبوم بسرعة، والتفتت لتنادي أحمد، لكنها وجدته واقفًا خلفها، صامتًا، وابتسامته مطابقة تمامًا لابتسامة ذلك الوجه في المرآة.

قال بصوت منخفض:
– قلت لك… كان يجب أن تظلي معي للأبد.

ثم انطفأت كل الأضواء، ولم يُسمع بعدها سوى صرخة واحدة، طويلة…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق